أثر العبادات في تهذيب النفوس

الطواف

من محاسن الإسلام العظيمة أنه دين شامل لكل نواحي الحياة، فلا انفصال فيه بين العبادة والسلوك ، ولا بين العلم والعمل.

ومما لا شك فيه أن من أعظم غايات العبادات التي شرعها الإسلام ـ وجوبا أو استحبابا ـ هو تزكية النفوس وتهذيبها والترقي بها نحو محاسن الأخلاق ومكارمها بحيث يصير المسلم المقيم لفرائض الله تعالى من أحسن الناس أخلاقا وأنبلهم سلوكا وأكرمهم شيما.وهذه الغاية نلمسها في كل شعيرة من شعائر الإسلام وكل ركن من أركانه.

فالصلاة التي هي أهم الأركان في الإسلام بعد توحيد الله تعالى نجد أنها من أعظم وسائل تزكية النفوس، كما قال الله تعالى: ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).

ولهذا لما قيل للرسول صلى الله عليه وسلم: إن فلانا يصلي الليل كله فإذا أصبح سرق.قال:  ” سينهاه ما تقول” أو قال: “ستمنعه صلاته”. ( رواه أحمد وغيره بسند صححه الألباني رحمه الله)

فكأن حقيقة الصلاة أنها تزكية للنفس وتطهير لها من الأخلاق الرديئة والصفات السيئة.

والصيام من غاياته العظمى تحقيق التقوى كما قال الله تعالى: (يا  أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). ولا تتم التقوى عند العبد إلا إذا حسن خلقه مع خلق الله تعالى ، ولهذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الوصية بالتقوى والوصية بحسن الخلق حين قال: ” اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ” .وذلك لأن بعض الناس يظن انه بإحسانه عبادة الله يمكنه ان يتخلى عن المعاملة الكريمة الحسنة مع الخلق فوجههم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة الجمع بين تقوى الله وحسن الخلق.

كما وجه النبي صلى الله عليه وسلم الصائم إلى ضرورة التحلي بالحلم وحسن الخلق حين قال مخاطبا  الصائمين:” فإذا كان يوم صوم  أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم….” الحديث.

والزكاة كذلك هي عبادة وفريضة وهي أيضا وسيلة من أعظم وسائل تطهير النفس من البخل والشح والأنانية، وزرع معاني الفضيلة والألفة والرحمة والشفقة، ولهذا قال الله عز وجل: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها).

أما الحج وهو الركن الخامس من أركان الإسلام فإننا نرى له أثرا عجيبا في إصلاح الأخلاق وتهذيب السلوك كيف لا والله عز وجل يقول: (الحج  أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)

وحين يفسر النبي صلى الله عليه وسلم برّ الحج بأنه” لين الكلام وإطعام الطعام” فإننا نجد لذلك أثرا عظيما في سلوك كثير من حجاج بيت الله الحرام حين يحرصون على أن يكون حجهم مبرورا فيلينون بين أيدي إخوانهم، ويتحملون منهم من التصرفات والأفعال والأقوال في الحج ما قد لا يحتملونه في غير الحج حتى إنك ترى الرجل أثناء إحرامه يحرص على تجنب الجدل والمراء، بل لا يرد الإساءة بمثلها وهو نفسه الذي لو أوذيَ أو أُسيء إليه قبل تلبسه بالإحرام لثار وهاج وماج لكنه أثر العبادة على خُلُقه وسلوكه.

ولو أن المسلمين استلهموا هذه الروح واستشعروا هذه الغاية من عباداتهم في كل أحوالهم لتحسنت الأخلاق كثيرا ولنعم المجتمع المسلم بعلاقات ملؤها الحب والمودة والرحمة لكن الواقع المُشاَهد يجعل العبد يوقن بأن بعض الناس ربما  استفاد لحظيا أو وقتيا من أثر عبادته لكن الأثر لم تكن له صفة الدوام والاستمرار، وهذا بلا شك خللٌ في التطبيق يحتاج إلى التذكير بأن من أعظم غايات  تشريع العبادات في الإسلام تزكية النفوس وتقويمها ونهيها عن غيِّها والابتعاد بها عن مساوئ الأخلاق وسفاسف الأمور.

كيف تلتهم كتاباً؟!

قال لي أحد الأصدقاء: إن الصفحة الواحدة من الكتاب تأخذ مني نصف ساعة!، وطبعاً لا يعني هذا الكلام نصف ساعة على وجه الدقة، بل هي مبالغة مقبولة في زمن المبالغات الغير معقولة، وهو يقصد أن قراءة صفحة من أي كتاب تأخذ من وقته الشيء الكثير، وهذا ما يسبب الضجر والملل للقارئ، والذي بدوره يجعله يبتعد عن القراءة الجادة وربما يبتعد حتى عن قراءة الصحف اليومية، وهذه مشكلة، إذ أن القراءة أساس من أسس الثقافة والعلم ولا غنى عنها لكل إنسان يريد النجاح والتفوق. وهذه المشكلة التي يعاني منها صديقي العزيز، تتكرر لدى الكثير من الناس بكل تأكيد، فهم راغبون في القراءة لكنهم لا يعلمون كيف يقرءون، والحل يا سادة يكمن في عدة طرق إن جمعتها فستكون بإذن الله العلاج الناجع لمرض أقض المضاجع! اعلم أخي الكريم بأن طرق القراءة تختلف باختلاف المواد التي تقرأها، فالمقالة تقرأ بأسلوب، والكتاب له أسلوب، والأخبار والتحقيقات لها أسلوب مختلف، لذلك لا يصح أن تقرأ جميع أنواع المواد بطريقة واحدة، فتبدأ من أول كلمة وتنطلق نحو آخر كلمة بخطى بطيئة متثاقلة، فتتوقف في منتصف الطريق وربما قبل ذلك ضجراً ومللاً. فما الحل؟ أولاً: لا تقرأ الفقرات والجمل كلمة كلمة، بل اشمل بنظرك ثلاث كلمات وأكثر إن استطعت، ولا ترجع لقراءة كلمة سابقة، بل امضي ولا تخشى فوات كلمة أو معنى، واعلم أنك ستعاني في أول الأمر من الضيق نتيجة قلة الفهم، لكنه شعور مؤقت سيزول مع تعودك على هذا الأسلوب، وقم بزيادة سرعتك أكثر كلما استطعت ذلك، وتمرن على الصحف اليومية وستجد النتيجة بإذن الله خلال أيام. ثانياً: عند قراءتك للمقالات والتحقيقات والأخبار الصحفية، اقرأ أول فقرتين ثم آخر فقرتين وفي أكثر الأحيان يكون هذا كافياً لفهم موضوع المقالة، وإن أردت أن تفهم التفاصيل فأكمل قراءة المقال كاملاً، وإلا لا تضيع وقتك في قراءة ما لا ترغب فيه، وقد يكفي أن تقرأ العناوين فقط لكي تحدد إذا ما كنت ترغب في قراءة المقال أو الخبر أم لا. ثالثاً: عندما تشتري أو تستعير كتاباً لا تستعجل الشراء حتى تقرأ اسم الكتاب والعناوين الفرعية له إن وجدت، ثم اقرأ الفهرس، وانتقي بعض الصفحات واقرأها بسرعة حتى تأخذ فكرة سريعة عن الكتاب، ثم عند قراءتك للكتاب اقرأه مرتين، الأولى قراءة سريعة قد تأخذ منك من خمس إلى عشر دقائق، قلب فيها صفحات الكتاب بسرعة متأملاً في العناوين وبعض الكلمات المتفرقة، ثم اقرأه قراءة متأنية وفي نفس الوقت سريعة، بحيث تستطيع قراءة الكتب الكبيرة ذات الثلاثمائة صفحة في يوم أو يومين. رابعاً: اقرأ بتعمق، وهذه النصيحة قلما تطبق، كيف تركز في القراءة؟ يكون هذا بإزالة كل ما يشتت ذهنك، فليس من المعقول أن تقرأ في بيئة يرتفع فيها الضجيج والإزعاج، أو ينتشر فيها الفوضى وعدم الترتيب، وكذلك يجب أن تركز ذهنياً في القراءة وتزيل من ذهنك كل ما ليس له علاقة بالقراءة، ولا تقرأ أثناء وبعد التهامك للطعام! إذ أن العقل يكسل وربما تنعس فلا تستطيع فهم ما تقرأ. خامساً: تدرج في قراءتك، فلا تبدأ بالكتب الكبيرة والمعقدة لغوياً، ابدأ بالقصص القصيرة والطرائف والكتيبات الصغيرة، ثم ارتقي بنفسك إلى الروايات الطويلة والكتب المتوسطة الحجم، ثم بعد ذلك انتقل لكتب الكبيرة أو ذات المواضيع الصعبة، ولا تنقطع عن القراءة، لأنها تسبب خمولاً قد يعيدك إلى ما كنت عليه قبل القراءة، وهذا ما حدث معي، وتذكر أن القراءة رياضة العقل. سادساً: استمر في تطبيق هذه الاقتراحات لأنها نصائح مجربة وبديهية حتى تصل إلى مرحلة أسميها مرحلة جنون القراءة! وهي أن تمسك الكتاب فلا تتركه حتى تلتهمه التهاماً كاملاً فتقرأه من أول كلمة إلى آخره بلا ملل ولا ضجر، بفهم عميق واستيعاب أوسع. أخيراً: قد يقول قائل: قد تكرر طرح هذا الموضوع كثيراً حتى مللنا منه، وأقول: لولا أهمية القراءة لما كررت الكتابة عنها، ولنتذكر هذه الجملة التي تزين شعار معرض أبوظبي للكتاب وستفهمون لماذا أكرر طرح هذا الموضوع “أمة تقرأ أمة ترقى” .

القراءة السريعة

في زمن أصبحت فيه القراءة السريعة ضرورة لملاحقة ما تقذف به ثورة المعلومات ومناهج التعليم، ارتأيت مشاركة القراء الكرام بعض الطرق التي من شأنها أن تعين على زيادة سرعة القراءة.

القرين الهام لتطوير الذات – ما معادلة حساب سرعة القراءة ؟ – كيف تصبح قارئً سريعا بلا منافس ؟ – ما أكبر خطأ يقع فيه بطيئي القراءة ؟ – كيف ترى الكلمات رموزاً ملونةً وجميلة ؟ في زمن أصبحت فيه القراءة السريعة ضرورة لملاحقة ما تقذف به ثورة المعلومات ومناهج التعليم، ارتأيت مشاركة القراء الكرام بعض الطرق التي من شأنها أن تعين على زيادة سرعة القراءة. كيف تصبح قارئ سريعا؟ بالتدريب وحده تصبح قارئا سريعا. تذكر أن الناس لم يولدوا مع “موهبة القراءة السريعة” وبالعودة قليلا إلى أيام الدراسة الابتدائية يوقن المرء صدق ذلك القول. فلا يمكن للعداء الرياضي أو لاعب الكرة الحصول على اللياقة البدنية العالية إلا بالتدريب. فالنرى كيف يمكن أن ندرب أنفسنا على ذلك. تمرين القراءة السريعة إن أتباع التمرين الآتي والملاحظات التالية له سيساعد في زيادة سرعة قراءتك إن شاء الله. أحضر ساعة منبه وورق ملاحظات وقلم رصاص، وكتابا أو مقالا تود قراءته. يفضل أن تكون المادة المقروءة ممتعة وسهلة للقارئ. قياس سرعة القراءة قبل قياس سرعة القراءة يجب تحديد وقت القراءة بالدقائق والالتزام بالتوقف فور انتهائه، مثال إذا انتهت الفترة المحددة (عشرة دقائق مثل) توقف عن القراءة فوراً. يفضل استخدام منبه صوتي لمعرفة موعد الانتهاء تجنبا لربكة النظر المتكرر للساعة. معادلة سرعة القراءة بالمعادلة الآتية يستطيع الفرد تحديد سرعة قراءته ومن ثمة العمل على زيادتها بأتباع خطوات التمرين: سرعة القراءة (أو عدد الكلمات في الدقيقة الواحدة) = (عدد الكلمات في السطر الواحد) ضرب (عدد الأسطر في الصفحة) ضرب (عدد الصفحات المقروءة) مقسومة على (الوقت المستغرق في القراءة). إن المعدل الطبيعي لسرعة القراءة، للذين تعتبر المادة المقروءة لغتهم الأصلية، هو 200 إلى 300 كلمة في الدقيقة. فإذا كنت أقل قليلا من المعدل فأنت ضمن حدود المعدل. أما إذا اجتزت السرعة أعلاه فأنت أعلى من المعدل الطبيعي وبإمكانك مضاعفة القراءة بالتمرين المستمر. وأعلم بأنك قد تكون “أسرع قارئ” ليس فقط في بيتك أو منطقتك وإنما في البلد الذي تعيش فيه، بالتدريب المستمر، فسرعة القراءة ليس لها حدود. التصفح السريع Skimming: يعتبر التصفح السريع قبل الدخول للجزء المقرر قراءته أحد أهم الطرق لأخذ فكرة مختصرة عن الموضوع. وذلك يكون بقراءة العناوين الرئيسية والفرعية بالإضافة إلى تمرير العين سريعا على الأسطر أو بدايات ونهايات الفقرات ومحاولة قراءة الأمثلة التي عادة ما توجد في وسط الفقرات لفهم فكرة الفقرة. ذلك من شأنه أن يساهم في جعل القارئ أكثر راحة وسرعة عند البدء بالقراءة لكونه ألف الموضوع. الآن أبدء بالقراءة مع تشغيل المنبه وتوقف عند الوقت الذي حددته لقياس السرعة. حركة العين: في الخطوة التالية ضاعف سرعتك من خلال النظر إلى السطر على أنه (مجموعة) من الكلمات محاولا فهم معناها. مثال أنظر إلى السطر الواحد على أنه مقسم إلى 3 أو 4 مجموعات من الكلمات المتلاصقة، ومن خلال النظر السريع إليها (أي المجموعات) حاول فهم معناها. احذر توقف العين طويلا على الكلمة وهو ما يسمى بالمعاينة أو (Fixation) فهو أمر يجب التخلص منه. لقد أثبتت دراسات كثيرة أن العين غير المدربة تتوقف بمعدل ستة إلى ثمانية مرات على السطر الواحد وهو بلا شك تأخير للقارئ. أما الرجوع المتكرر للتأكد من كلمة معينة (Regression)، والذي يكون بسبب عدم تأكد القارئ من كلمة معينة أو إحساسه بأنه قد فاته شيء مهم فيمكن التغلب عليه بتذكر أن ما قد فاته لا يخرج عن احتمالين وهما (معلومة مهمة أو أخرى غير مهمة) فان كانت مهمة فسيعيدها الكاتب بالتأكيد وإن كانت غير ذلك فلم يفت القارئ شيئا يذكر. فأنت عندما تشاهد فيلما في السينما ويفوتك شيء مهم يستحيل أن تطلب من المختصين إعادة اللقطة! ولكنك تواصل على أمل أن يأتي باقي الفيلم بما تريد معرفته. الآن واصل القراءة من حيث انتهيت بالمدة (نفسها) التي حددتها لنفسك مسبقا، وليس نتيجة المعادلة. اطلب من زميلك أو قريبك متابعة طريقة انتقال عينيك السريعة على السطر. تجنب لفظ الكلمات: وهي لفظ الكلمات “ذهنيا” أثناء القراءة. وتعد هذه العادة أسوء عادات بطيئو القراءة وغالبيتهم يمارسونها ولكن بدرجات متفاوتة. إن ملازمة هذه العادة من شأنه أن يزيد الأمر سوءً، ولكن اللجوء إليها في بعض الأحياء لقراءة بعض الكلمات الصعبة أمرٌ لا بأس به. أما طريقة لفظ الكلمات “شفاهة” بتحريك الشفاه فهي أسوء مراحل هذه العادة. وربما يكون السبب في ذلك هو أن بداية تعلم الكلمات في المراحل الدراسية الأولى كان بنطقها بصوت عال بتشجيع من المدرسين وتصحب هذه العادة الكثير من الناس حتى سن متأخرة من العمر. مثال ذلك، عندما يقرأ طالبا في الثانوية أو الجامعة درساً للفصل فأنه يقرأه بصوتٍ عالٍ مما يزيد من تعزيز هذه العادة السلبية لدى الأشخاص. وفي كلا الحالتين تعد هذه العادة عائقاً أساسياً يحول دون الإسراع في القراءة. وللتغلب على هذه العادة ولمضاعفة سرعة القراءة يجب النظر إلى الكلمات على أنها رموز بديهية تفهم بالنظر وليس بالقراءة (ذهنية كانت أم شفهية). مثال عند النظر إلى القمر، الشمس، السيارة، المنزل، أو حتى وجوه أفراد أسرتك لا تحتاج إلى أن تنطقها، الأمر الذي يختلف عند البعض أثناء القراءة وذلك يفسر بأن الممارسة هي من جاءت بهذه العادة السلبية، ويمكننا التغلب عليها من خلال ممارسة عادة النظر إلى الكلمات دون النطق بها. تخيل وأنت تقرأ أنك تنظر إلى فيلما أو مسلسلا تلفزيونيا لا تحتاج إلى تحريك الشفاه أو اللفظ الذهني للمشاهد (الكلمات في حالة القراءة). وبعبارة أخرى حول الكلمات إلى صور أثناء المرور السريع عليها. تقول كاثرن ردواي في كتابها كيف تصبح قارئ سريعا “عندما تجتمع القراءة والتصور أو التخيل Visualization تصبحان السرعة والإدراك أعلى”. وتضيف المؤلفة بخصوص التدرب على زيادة الإدراك أنه عندما ترى كلمة منزل تخيلها في عقلك منزلا، فمع مرور الوقت وإتقانك التخيل الجيد سوف تصبح الكلمات مصورة و ملونة.” الآن واصل القراءة بالمدة المحددة سلفا مع تطبيق جميع ما قرأت. هذه بعض النقاط العامة لرفع مستوى التركيز والسرعة وجعل القراءة أكثر متعة وفائدة: استخدام جميع الحواس: كلما استخدم القارئ أكبر عدد ممكن من حواسه كلما زادت نسبة التركيز لديه. وتعتبر العين أهم حاسة لكونها الناقل الأول للحروف المكتوبة. ويعتبر المرور السريع أحد أفضل طرق القراءة وذلك من خلال تمرير العين على الأسطر بسرعة معقولة لمحاولة فهم ما هو مكتوب في السطر من خلال “اللمحة السريعة”. يفضل أن يصاحب هذا المرور عدم تحريك الرأس بشكل أفقي أثناء القراءة لأنها طريقة متعبة. فلو افترضنا أن في الصفحة الواحدة ما يقارب ثلاثون سطراً لكتاب عدد صفحاته 500 صفحة فان رأس القارئ سيتحرك 15 ألف مرة! وشخصيا أراها كافية لأن تجرك إلى نوم عميق! إذاً فالحل هو أن يكون الرأس مستقرا (لا يتحرك) ناظراً إلى منتصف الصفحة ومن ثمة النزول به عمودياً إلى أسفل الصفحة مع الحركة الأفقية المعقولة للعين لقراءة الأسطر كما ذكرنا. فترات الراحة: القراء يختلفون فيما بينهم في مدة التركيز، فهناك من يستطيع التركيز لمدة 15-30 دقيقة أو ساعة كاملة. لذا فيجب على القارئ أخذ قسطا كافيا من الراحة قبل معاودة القراءة. وبشكل عام فإن دراسات أخيرة أثبتت أن الإنسان الطبيعي تستمر فترة التركيز لديه لمدة ساعة ونصف إلى ساعتين. تطوير الذاكرة والاستدعاء: لقد أثبت علماء النفس أن الاحتفاظ في المعلومات يقل بمرور الوقت، خصوصاً إذا لم تستخدم المعلومات أو تراجع. لذا فيجب أن يراجع الشخص المعلومات بين فترة وأخرى أو يحاول استخدامها. على سبيل المثال، يمكن للقارئ مناقشة الكتاب أو المقال مع صديق له لتثبيت المعلومات. إن التدريب (اليومي) على القراءة السريعة بتطبيق ما سلف يحقق نتائج مذهلة. وأود التوضيح بأن بداية التطبيق العملي قد تكون مملة للبعض ولكنها سرعان ما ستشعرك بمتعة لم تألفها من قبل عندما تبدأ بالتهام الصفحات تلو الأخرى دون أن تشعر!

كيف تنشط ذاكرتك ؟

عقلك ليس حاسبًا آليًا: يتميز الحاسب الآلي الذي نكتب عليه بذاكرة ضخمة، لكن عقله ضعيف وهذا عكس الإنسان، ومن الخطأ أن نعتقد أن ذاكرتنا تعمل مثل الحاسب الآلي فكم من مرة فكرت ‘يجب أن أتذكر هذا’ ثم نسيته في نفس اليوم؟ من النادر أن نستطيع الكتابة في عقلنا مرة واحدة ونتوقع أن تتذكر هذه المعلومة إلى الأبد. وكان حفاظ المسلمين آية في حفظ الآيات والأحاديث والأقوال والأشعار، كانت كالنور الرباني في صدورهم وعقولهم، ولهذا لمّا شكى الشافعي إلى شيخه وكيع سوء حفظه أرشده إلى حفظ نفسه وبصره عن المعاصي، وأنشد قائلاً: شكوتُ إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال: اعلم بأن العلم نورٌ ونور الله لا يُهدى لعاصي نمِّ ذاكرتك:هناك وسيلتان لزيادة فعالة الذاكرة: الوسيلة الأولى: داخلية. الوسيلة الثانية: استخدام أدوات خارجية مساعدة. الوسائل الداخلية التي تساعد على تنشيط الذاكرة: 1ـ قانون التأثير الجماعي: الكمية التي تذكرها متصلة بشدة بكمية الوقت التي نقضيها في التعلم وكل ما تحتاج إليه هو التركيز بدون توتر. 2ـ التنظيم: هناك أربعة جوانب للتنظيم تساعدك على تحسين الذاكرة: أ ـ التقسيم: ولكن يجب أن يكون هذا التقسيم مهيكلاً. فنقول مثلاً سورة كذا تتكون من عدد من الأرباع هي كذا وكذا… إلخ، وكل ربع ينقسم إلى عدد من المقاطع الواضحة. ب ـ استخدام المفاتيح: كمن يقول لنفسه هذا الكتاب مكون من خمسة فصول، ويتذكر أربعة بسهولة ويحاول أن يتذكر الخامس، فتكون كلمة خمسة فصول هي مفتاح التذكر. جـ ـ الربط: ربط المعلومات الجيدة بأخرى قديمة مستقرة ومحفوظة. 3ـ المراجعة: على العكس تمامًا من جهاز الكمبيوتر فنحن أحيانًا لا نستطع تذكر بعض المعلومات التي تم دراستها مسبقًا في لحظة واحدة، فنحن أحيانًا ننسى ما سبق تعلمه. ولقد ثبت بالتجربة أن أكثر طرق المراجعة فاعلية هي أن تراجع سريعًا بعد التعلم الشامل، وبعد ذلك نقسم الموضوع إلى مراجعات إضافية منفصلة على فترات متباعدة. قواعد أساسية للمراجعة: 1ـ إذا لم تراجع ستضعف ذاكرتك وتقل مثل خط مرسوم على الرمال. 2ـ أكثر الأوقات فاعلية للمراجعة عندما تشعر أنك ستنسى. 3ـ إنك تنسى ببطء بعد كل مراجعة؛ لذلك من المهم أن تراجع من وقت لآخر على فترات متباعدة ومنفصلة. 4ـ شيئان مهمان يجب وضعهما في الاعتبار: أ ـ إذا بدأت في المراجعة واكتشفت أنك نسيت معظم ما تعلمته، يجب أن تراجع أسرع في فترات متقاربة، أكثر من ذي قبل. ب ـ إذا بدأت في المراجعة، ووجدت نفسك تتذكر بوضوح لا داعي للاستمرار في المراجعة حيث ستكون مضيعة للوقت. الخلاصة: * يمكنك تنمية وتنشيط الذاكرة باتباع سياسات جيدة وتسمى رياضة تدريب العقل. * تذكر أن الذي نتذكره يتعلق بشدة بالوقت الذي استهلك في تعلم هذا الشيء. * لتتعلم بفاعلية عليك بالتركيز بدون قلق أو عصبية أو ضغط نفسي. * رتب طريقة تفكيرك بالآتي: ـ جزّئ المعلومات إلى أجزاء صغيرة بحد أقصى 7 أجزاء. ـ استخدم وسائل الربط لتذكرك بما تريد. ـ اربط المعلومات الحديثة بالقديمة. ـ اجعل المعلومات الحديثة ذات معنى مقبول في ذهنك. وأولاً وأخيرًا، لا تنسَ قول الشافعي: ‘إن العلم نور وأن المعاصي تُذهب نور العقل فننسى’، والشيطان دائمًا يُنسي بني آدم وكلما استولت عليك الشهوات تسلط عليك الشيطان فأنساك ذكر الله وبعدها تنسى كل شيء. والله الموفق.

الخارطة الذهنية

هي طريقة رائعه تعتمد على رسم كل ماتريده في ورقه واحدة بشكل منظم تحاول فيها قدر الإستطاعه استبدال الكلمات برسمه تدل عليها بحيث تستطيع وضع كل ماتريد في ورقة واحدة بطريكة مركز ومختصرة وسهلة التذكر بالنسبة لك . قالو عن الخريطة الذهنية : يقول د.نجيب الرفاعي : ” إن التعود على هذا النمط الجديد في المذاكرة و الدراسة سوف يحسن بلا شد من أداء الطالب في الإمتحانات و يضمن له الدرجات بصورة سهلة و ميسرة ” و يقول د.طارق السويدان : ” الخريطة الذهنية بسيطة جدا جدا , و أنا شخصيا دائما أستخدمها من كتابة الكتب إلى إعداد ألبوماتي , لا يوجد ألبومي عندي إلا و له خريطة ذهنية , حتى يمكنك أن تصمم بها مدخل بوابة شركتك على سبيل المثال ” و يقول د.صلاح الراشد : ” الآن أصبح من البدائية أنك تكتب أو تلخص موضوع بواسطة المفكرة و القلم , الآن هو وقت الخريطة الذهنية ” مراجع مفيدة : كتب وإصدارات : 1- كتاب مهارات دراسية د.نجيب الرفاعي 2- اصدار مهارات دراسية 3- اصدار ادارة الوقت للد.طارق سويدان 4- كتب توني بوزان استخدم ذاكرتك و استخدم عقلك فوائد الخريطه الذهنية : 1- تعطيك صورة شاملة عن الموضوع الذي تريد دراسته أو التحدث عنها بحيث أنك سترى الموضوع بصورة أكثر شمولية يعني كل شئ في ورقة واحدة . 2- تعطيك صورة واضحة عن موقعك الآن .. أين وصلت .. ماذا تريد (هدفك) ؟ .. من أين ستبدأ .. ماهي العوائق ؟؟ 3- تجعلك تضع أكبر قدر ممكن من المعلومات في ورقة واحدة بشكل مركز ومختصر يغنيك عن رزم من الورق . 4- تمكنك من وضع كل ما يدور في ذهنك وكل أفكارك عن الموضوع في ورقة واحدة . 5- تجعل قراراتك أكثر صواباً .. فعندما تضع المشكلة في ورقة واحدة .. فإنك تنظر إليها نظرة شاملة لكافة جوانبها .. كل الإمكانات .. كل العوائق .. كل الحلول المقترحة .. أفضل حل .. 6- عندما تبدأ في الرسم وتضع كافة جوانبه في الخريطة فستفاجأ بكمية الأفكار التي تنهمر عليك لأنك تتعامل مع عقلك بطريقة مشابهه لطريقة عمله . استخداماته : يمكن للكبار والصغار والرجال والنساء والطلبة والمعلمين على حد سواء استخدامها فالكل يحتاج اليها واليكم بعض استخداماتها : 1- في الدراسة 2- لتحسين الذاكرة 3- في الخطابة 4- لارقام الهواتف 5- للتخطيط 6- كتابة المقالات او البحوث 7- طلبات المنزل 8- للترتيب 9- للمخازن 10- للالعاب 11- للدورات 12- للخطابة 13- لوضع القوانين لابناءك(قوانين البيت) 14- لاتخاذ القرارات 15- للتعبير عن المشاعر 16- لتلخيص الكتب 17- لوحة الشرف للمدارس 18- للمدرسين للشرح 19- لبناء المشاريع أن مبتكر تقنية الخارطة الذهنية ( وتسمى أحياناً التشجير) هو الإنجليزي توني بوزان Tony Bozan ، كما أن الخارطة الذهنية Mind-Mapping هي من أفضل الطرق لترتيب الذهن والذاكرة وتتعدى استخداماتها العديد من المجالات كما ذكرت الأستاذة أمل. للاطلاع على أمثلة عن الخارطة الذهنية اضغط هنا وما لاحظته هو اعتماد دورات الـبرمجة اللغوية العصبية NLP ودورات القراءة التصويرية Photo- Reading على الخارطة الذهنية بشكل متكرر. وهناك عدة برامج كمبيوتر تسهل عملية الخارطة الذهنية بدلاً من استخدام القلم والورق. من أفضل البرامج إلي قمت باستخدامها برنامج Mind Genius تجدون خصائصه في العنوان التالي http://www.mind-mappingsoftware.co.uk/ كما أن هناك العديد من الكتب المتحدثة في هذا الموضوع لعل أشهرها كتب توني بوزان نفسه مثل : The Mind Map و Head Strong وعدد منها وجدته معرباً عن طريق مكتبة جرير. ما يهمنا هنا هو .. هل يمكن استخدام الخارطة الذهنية في العملية التعليمية سواء للطلاب أو للمدرسين؟ الجواب: بالتأكيد يمكن ذلك ولقد عملنا في مشروع مشترك مع أحد المدرسين في كلية دبي التقنية للطلاب، حيث قمنا بدراسة النماذج المختلفة للخارطة الذهنية، وتم الإطلاع على عدد من الدراسات والبحوث المتخصصة. بالمناسبة هذا المدرس ( وهو مدرس بريطاني مسلم) لا يستخدم حالياً أي شئ في التدريس سوى الخارطة الذهنية، حيث استغنى عن ملفات البور بوينت والتحضيرات للمواد، ولقد أخبرني أن نتائج طلابه ارتفعت بعد استخدامهم للخارطة الذهنية. المشروع القادم هو إنشاء مركز للخارطة الذهنية في كلية دبي التقنية للطلاب، يقوم على إعداد الدورات المعتمدة في هذا المجال كما تم اقتراح أن يتم التنسيق المباشر مع مركز بوزان في بريطانيا وأمريكا في نفس المجال. أيضاً ممكن أن يضم المركز نادياً للخارطة الذهنية يعمل على استقطاب المهتمين في هذا المجال كما يعمل على نشر تجربة الكلية في استخدام الخارطة الذهنية في العملية التعليمية حيث يمكن أن يضم هذا النادي فروعاً في الجامعات والكليات الأخرى.

التذكر

عملية التذكر هي سلسلة الجهود الهادفة وجملة المعالجات التي يقوم بها الشخص المتذكر منذ لحظة انتهاء مهمة الإدراك وربما قبل ذلك بقصد إعداد موضوع ما لإدخاله بصورة تدريجية إلى الذاكرة الطويلة الأمد والاحتفاظ به من أجل استرجاعه المقبل عن طريق ترميزه(1) بواسطة منظومات رمزية مختلفة ومتعددة المعايير. ويعد التجميع والتوحيد للانطباعات والآثار في صور مركبة سواء في مرحلة الإدراك أو في مرحلة التسجيل مجرد طور ابتدائي من عملية التذكر. لكن سرعان ما تتحول أو تترجم هذه الصور والمركبات إلى رموز ليتم ادخالها أو ادراجها في منظومة من العلاقات المتعددة المعايير. وبهذا الترميز يتحقق الانتقال من الذاكرة المؤقتة والقصيرة الأمد إلى الذاكرة الدائمة أو شبه الدائمة والطويلة الأمد. وهكذا يعد الترميز من أهم الخصائص التي تميز الذاكرة البشرية الكلامية المنطقية القائمة على التصنيف والتعميم والتجريد… ويتضح دور الترميز بصورة خاصة عند دراسة تذكر المقاطع أو الكمالات التي لا معنى لها حيث تخفق الجهود غالباً في إيجاد لغة رمزية تترجم إليها مما يؤدي إلى صعوبة ادخالها إلى مستودع الذاكرة وفي حال تذكرها فإن بقاءها هناك يكون لفترة قصيرة وسرعان ما تتعرض للنسيان والتلاشي الكامل لآثارها. إن معرفتنا للعالم الخارجي أو البيئة المحيطة بنا ليست معرفة مباشرة وإنما معرفة رمزية غير مباشرة. فالمثيرات وشتى أنواع المؤثرات التي نتلقاها ولا نستطيع ترميزها لا يمكن أن تشكل جزءاً من خبرتنا لأنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل ادخالها أو تذكرها احياناً بسبب عجزنا عن معالجتها ونقلها إلى لغة رمزية أو إلى مدرجات أو مستويات رمزية مطردة التجريد والتعميم. وعملية الترميز التي تؤلف المضمون الأساسي لعملية التذكر قد تجري بصورة لاإرادية وقد تتحقق بطريقة مقصودة وبنية وعزم على بلوغ غرض التذكر. وبهذا الصدد نجد من المناسب التعرض للتذكر اللاارادي والارادي والعلاقة بينهما. أ. التذكر اللا ارادي: هو تذكر موضوع أو موضوعات ما دون أن تكون هدفاً مباشراً للنشاط أو السلوك ويتم التوصل إلى هذا النوع من التذكر من خلال ارتباط موضوعه بموضوعات النشاط الارادي المقصود. حيث لا يكون المقصود من النشاط الارادي الواعي المنظم بلوغ أغراض تذكرية وإنما يكون الهدف عندئذ تحقيق أغراض عملية ومعرفية، ولهذا يعد التذكر اللا ارادي أحد نتاجات النشاط الهادف، ويشغل حيزاً كبيراً وهاماً في حياة الإنسان ويكون الشكل الرئيسي والوحيد للتذكر في مراحل الطفولة الأولى لكنه يتراجع مع النمو ليفسح المجال للتذكر الارادي في المراحل النمائية اللاحقة مع أنه يظل ذا أهمية بالغة في مختلف المراحل العمرية.

منظومة الشبراوي في النحو

الباب الأول
في الكلام وما يتألف منه

1-ياطالب النحو خذ مني قواعده             منظومة جملة من أحسن الجمل
2-في ضمن خمسين بيتا لا تزيد سوى        بيت به قد سألت العفو عن زللي
3-إن أنت أتقنتها هانت مسائله               عليك من غير تطويل ولا ملل
4-أما الكلام اصطلاحا فهو عندهم             مركب فيه إسناد كقام علي
5-والاسم والفعل ثم الحرف جملتها            أجزاؤه فهو عنها غير منتقل
6-فالاسم يعرف بالتنوين ثم بأل              والجر أو بحروف الجر كالرجل
7-والفعل بالسين أوقد أو بسوف وإن         أردت حرفا فمن تلك الأمور خلي

الباب الثاني
في الإ عراب اصطلاحا

8-هذا والاعراب تغيير الأواخر من               اسم وفعل أتى من بعد ذي عمل
9-فالرفع والنصب في غير الحروف وما          يختص بالجر إلا الاسم فامتثل
10-والجزم للفعل فالأنواع أربعة                  وليس للحرف إعراب فلا تطل
11-وقد تبين أن الاسم ليس له                   جزم وليس لفعل جر متصل
12-لكل نوع علامات مفصلة                      فالرفع أربعة في قول كل ولي
13-والنصب خمس علامات وثالثها               خفض ثلاث وللجزم اثنتان تلي

الباب الثالث
في مرفوعات الاسماء
14-والرفع أبوابه سبع ستسمعها                    تتلى عليك بوصف للعقول جلي
15-فالفاعل اسم لفعل قد تقدمه                      كجاء زيد فقصر ياأخا العذل
16-ونائب الفاعل اسم كان منتصبا                   فصار مرتفعا للحذف في الأول
17-كنيل خير وصيم الشهر أجمعه                   وقيل قول وزيد بالوشاة بلي
18-والمبتدا نحو زيد قائم وأنا                       في الدار وهو أبوه غير ممتثل
19-ومابه تم معنى المبتدا خبر                     كالشأن في نحو زيد صاحب الدول
20-وكان ترفع ماقد كان مبتدأ                      اسما وتنصب ماقد كان بعد ولي
21-ومثلها أدوات ألحقت عملا                      بها كأصبح ذو الأموال في الحلل
22-وبات أضحى وظل العبد مبتسما                 وصار ليس كريم الناس كالسفل
23-وأربع مثلها والنفي يلزمها                      أو شبهه كالفتى في الدار لم يزل
24-وليس يبرح أو ينفك مجتهدا                      تالله تفتئ من ذكراه في شغل
25-وإن تفعل هذا الفعل منعكسا                    كإن قومك معروفون بالجدل
26-لعل ليت كأن الركب مرتحل                     لكن زيد بن عمرو غير مرتحل
27-وخذ بقية أبواب النواسخ إذ                     كانت ثلاثا وذاك الثلث لم يقل
28-فظن تنصب جزأي جملة نسخا                   بها وصير لها أمثالها وسل
29-مثاله ظن زيد خالدا ثقة                        وقد رأى الناس عمرا واسع الأمل
30-وتلك ستة أبواب سأتبعها                        بالنعت والعطف والتوكيد والبدل
31-كزيد العدل قد وافى وخادمه                    أبو الضيا نفسه من غير مامهل
الباب الرابع
في منصوبات الأسماء
32-وبعد ذكري لمرفوعات الاسم على                ترتيبها السابق الخالي من الزلل
33-أقول جملة منصوباته عددا                      ست وعشر  وهذا أوضح السبل
34-منها المفاعيل خمس مطلق وبه                     وفيه معه له وانظر إلى المثل
35-ضربت ضربا أبا عمرو غداة أتى                 وسرت والنيل خوفا من عتابك لي
36-ولا كإن لها اسم بعده خبر                        فإن يكن مفردا فافتحه ثم صل
37-وانصب مضافا بها أو مايشابهه                   كلا أسير هوى ينجو من الخطل
38-وابن المنادى على ماكان مرتفعا                     به وقل ياأمير اعدل ولا تمل
39-وإن تنادي مضافا أو مشابهه                        قل يارحيما بنا ياغافر الزلل
40-والحال نحو أتاك العبد معتذرا                  يرجو رضاك ومنه القلب في وجل
41-وإن تميز فقل عشرون جارية                          عند الأمير وقنطارمن العسل
42-وانصب بإلا إذا استثنيت نحو  أتت                 كل القبائل إلا راكب الجمل
43-وبعد نفي وشبه النفي إن وقعت                         إلا يجوز لك الأمران فامتثل
44-وجر مابعد غير أو خلا وعدا                   كذا سوى نحو قاموا غير ذي الحيل
45-وانصب بكأن وإن اسما يكملها                        مع التوابع تدرك غاية الأمل
46-وإن ترد ناصب الأفعال نحو إذا                     أقوم فارجع لوضع بالعلوم ملي
47-وانهض إلى العلم واسأل عن دقائقه             فالجد في الجد والحرمان في الكسل

الباب الخامس
في مخفوضات الأسماء
48-واختم بأبواب مخفوضات الاسم عسى              تنال حسن ختام منتهى الأجل
49-عوامل الخفض عند القوم جملتها                         ثلاثة إن ترد تمثيلها فقل
50-غلام زيد أتى في منظر حسن                     فانظره واحذر سهام الأعين النجل
51-اسم وحرف بلا خلف وتابعها                    فيه الخلاف نمى فاسئل عن العلل
52-واعلم لان حروف الجر قد ذكرت              في الكتب فارجع لها واستغن عن عمل
53-يارب عفوا عن الجاني المسيء فقد                  ضافت عليه بطاح السهل والجبل
54-وصل يارب ماناحت مغردة                             على نبيك طه أشرف الرسل
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

منظومة البيقوني في علم الحديث الشريف

أبدأ بالحمد مصلياً على … محمد خير نبي أرسلا

وذي من أقسام الحديث عدّه … وكل واحد أتى وحده

أولها الصحيح وهو ما اتصل … إسناده ولم يشذ أو يعل

يرويه عدل ضابط عن مثله … معتمد في ضبطه ونقله

والحسن المعروف طرقا وغدت … رجاله لا كالصحيح اشتهرت

وكل ما عن رتبة الحسن قصر … فهو الضعيف وهو أقساما كثر

وما أضيف للنبي المرفوع … وما لتابع هو المقطوع

والمسند المتصل الإسناد من … روايه حتى المصطفى ولم يبن

وما بسمع كل راو يتصل … إسناد للمصطفى فالمتصل

مسلسل قل ما على وصف أتى … مثل: أما والله أنباني الفتى

كذاك قد حدثنيه قائما … أو بعد أن حدثني تبسما

عزيز مروي اثنين أو ثلاثه … مشهور مروي فوق ما ثلاثه

معنعن كعن سعيد عن كرم … ومبهم ما فيه راو لم يسم

وكل ما قلت رجاله علا … وضده ذاك الذي قد نزلا

وما أضفته إلى الأصحاب من … قول وفعل فهو موقوف زكن

ومرسل منه الصحابي سقط … وقل غريب ما روى راو فقط

وكل ما لم يتصل بحال … إسناده منقطع الأوصال

والمعضل الساقط منه اثنان … وما أتى مدلسا نوعان

الأول الإسقاط للشيخ وأن … ينقل عمن فوقه بعن وأن

والثان لا يسقطه لكن يصف … أوصافه بما به لا ينعرف

وما يخالف ثقة به الملا … فالشاذ والمقلوب قسمان تلا

إبدال راو ما براو قسم … وقلب إسناده لمتن قسم

والفرد ما قيدته بثقة … أو جمع أو قصر على رواية

وما بعلة غموض أو خفا … معلل عندهم قد عرفا

وذو اختلاف سند أو متن … مضطرب عند أهيل الفن

والمدرجات في الحديث ما أتت … من بعض ألفاظ الرواة اتصلت

وما روى كل قرين عن أخه … مدبج فاعرفه حقا وانتخه

متفق لفظا وخطا متفق … وضده فيما ذكرنا المفترق

مؤتلف متفق الخط فقط … وضده مختلف فاخش الغلط

والمنكر الفرد به راو غدا … تعديله لا يحمل التفردا

متروكه ما واحد به انفرد … وأجمعوا لضعفه فهو كرد

والكذب المختلق المصنوع … على النبي فذلك الموضوع

وقد أتت كالجوهر المكنون … سميتها منظومة البيقوني

فوق الثلاثين بأربع أتت … أقسامها تمت بخير ختمت

منظومة السعدي في القواعد الفقهية

الحمـدُ لله العـلـي الأَرفــق****وجامـع الأشـيـاء والمـفـرق

ذي النعـم الواسعـة الغـزيـرة****والحـكـم البـاهـرة الكـثـيـرة

ثم الصـلاة مـع سـلام دائـم****علـى الرسـول القرشـي الخاتـم
وآلــه وصحـبـه الأبــرار****الحـائـزي مـراتـب الـفـخـار
اعلم هديـت أن أفضـل المنـن****علم يزيل الشـك عنـك والـدرن
ويكشف الحـق لـذي القلـوب****ويوصـل العبـد إلـى المطـلـوب
فاحرص على فهمـك للقواعـد****جامـعـة المسـائـل الـشـوارد
فترتقي في العلـم خيـر مرتقـا****وتقتفـي سبـل الـذي قـد وفقـا
وهـذه قواعـد نظمتهـا مــن****كتـب أهـل العلـم قـد حصلتهـا
جزاهم المولى عظيـم الأجـر****والعفـو مـع غفـرانـه والـبـر
النيـة شـرط لسائـر العمـل****فيهـا الصـلاح والفسـاد للعمـل
الدِّينُ مبنـي علـى المصالـح****فـي جلبِهـا والـدرء للقبـائـحِ
فإذا تزاحـم عـدد المصالـحِ****يُقـدَّم الأعلـى مـن المصـالـحِ
وضـدُّه تـزاحـمُ المفـاسـدِ****فارْتَكِـب الأدنـى مـن المفاسـد
ومن قواعد شرعنـا التيسيـرُ****فـي كـل أمـر نابَـهُ تعسـيـرُ
وليـس واجـب بـلا اقتـدار****ولا مُـحَـرَّم مــع اضـطــرارِ
وكل محظور مـع الضـرورة****بقـدر مـا تحتاجـه الـضـرورة
وترجـع الأحـكـام لليقـيـن****فـلا يـزيـل الـشـكُ لليقـيـن
والأصل في مياهنـا الطهـارة****والأرض والسـمـاء والحـجـارة
والأصل في الأبضاع واللحـوم****والنفـس والأمـوال للمعـصـوم
تحريمها حتـى يجـيء الحـلف****افهـم هـداك الله مــا يُـمـل
والأصل في عاداتنـا الإباحـة**** حتـى يجـيء صـارف الإباحـة
وليس مشروعا مـن الأمـور****غيرُ الـذي فـي شرعنـا مذكـور
وسائـل الأمـور كالمقاصـد **** واحكـم بهـذا الحكـم للـزوائـد
والخطـأ الإكـراه والنسيـان****أسقـطـه معبـودنـا الرحـمـن
لكن مع الإتلاف يثبـت البـدل****وينتفـي التأثيـم عنـه والـزلـل
ومن مسائل الأحكام في التبـع****يثـبـت لا إذا استـقـل فـوقـع
والعرف معمـول بـه إذا ورد****حكم من الشرع الشريف لـم يحـد
معاجل المحظـور قبـل آنـه****قد باء بالخسـران مـع حرمانـه
وإن أتي التحريم في نفس العمل****أو شرطـه فـذو فسـاد وخـلـل
ومتلف مؤذيه ليـس يضمـن****بعد الدفـاع بالتـي هـي أحسـن
وأل تفيـد كـل فـي العمـوم****فـي الجمـع والأفـراد كالعلـيـم
والنكرات فـي سيـاق النفـي****تعطي العمـوم أو سيـاق النهـي
كذلك من ومـا تفيـدان معًـا****كـل العمـوم يـا أُخـيَّ فاسمعـا
ومثلـه المفـرد إذ يـضـاف****فأفهم هديت الرشـد مـا يضـاف
ولا يتم الحكـم حتـى تجتمـع****كـل الشـروط والموانـع ترتفـع
ومن أتى بما عليه من عمـل****قد استحق مـا لـه علـى العمـل
ويفعل البعض مـن المأمـور**** إن شـق فعـل سائـر المأمـور
وكل ما نشـأ عـن المـأذون****فـذاك أمـر ليـس بالمضـمـون
وكل حكـم دائـر مـع علتـه****وهي التي قـد أوجبـت لشرعيتـه
أو عكسـه فباطـلات فاعلمـا****إلا شـروطـا حلـلـت محـرمـا
وكـل شــرط لازم للعـاقـد****فـي البيـع والنكـاح والمقاصـد
تستعمل القرعة عنـد المبهـم****مـن الحقـوق أو لـدى التزاحـم
وإن تساوى العمـلان اجتمعـا****وفـعـل إحداهـمـا فاستـمـعـا
وكـل مشغـول فـلا يشغـل****مثـالـه المـرهـون والمسـبـل
ومن يؤد عـن أخيـه واجبـا**** لـه الرجـوع إن نـوى يطالـبـا
والوازع الطبعي عن العصيـان**** كالـوازع الشرعـي بـلا إفطـان
والحمـد لله عـلـى التـمـام**** فـي البـدء والختـام والــدوام
ثم الصلاة مـع سـلام شائـع**** علـى النبـي وصحبـه والتـابـع

علو الهمة

أن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحا ، ولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً ، فأما الكبير الذي يحمل هذا العبء الكبير(( عبء حمل الدعوة ))
فماله والنوم ؟ وماله والراحة ؟ ماله والفراش الدافئ ، والعيش الهادئ والمتاع المريح ؟
ولقد عرف رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم حقيقة الأمر وقدرة ، فقال لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها : (( مضى عهد النوم يا خديجة )) أجل مضى عهد النوم ، وما عاد منذ اليوم إلا السهر والتعب والجهاد الطويل الشاق .